التراث العلمي والسياسي لبلاد الشام وأثره في تعايش الحضارات
أَيها السادة العلماء الأفاضل والجامعيون الكرام والمشاركون الأعزاء
لقد كانت بلاد الشام في تاريخ الإسلام من أهم مراكز العلم والسياسة فهي الأرض التي نشأت فيها روح العلم والحكمة والمقاومة، فأثمرت العديد من الاتجاهات الفكرية والعملية كان لها أثر كبير في المسيرة الإنسانية. وإن دمشق وحلب والقدس وما حولها قد تركت آثارا لا تمحى في الذاكرة العلمية والفكرية والسياسية والثقافية للحضارة الإسلامية وذلك من خلال حملها آثار العلماء والمفكرين والفنانين والمجاهدين. وفي هذا السياق فإن بلاد الشام تحمل في طياتها تراثًا علميًا وسياسيًا يعمّق إدراكنا للحاضر فضلا عن ذكرى الماضي ويفتح أمامنا آفاق المستقبل.
إن أي تقييم لحضارة من الحضارات يبقى ناقصًا ومضللًا إذا لم تُدرس أولًا جذورها الفكرية وإذا لم يفهم ثانيا تاريخ المنطقة التي نشأت فيها هذه الحضارة وجغرافيتها وبنيتها الإجتماعية ومعتقداتها ومناخها العلمي والفني. من أجل ذلك فإن تحليل التراث السياسي لدمشق في إطار واسع من الاستعمار الفرنسي إلى نظام الدولة القومية الحديثة, ومن محاولات الوحدة العربية الإسلامية إلى حربي ١٩٦٧ و١٩٧٣, ومن إدارة الأزمات الاجتماعية للعثمانيين إلى ممارسات الصراع والمقاومة في عصرنا يُعَدّ خطوةً أساسية ليس فقط لفهم هذه المنطقة بل لفهم العالم الإسلامي كله.
إن موضوعات مثل علاقة العلماء بالسلطة ومفاهيم الشرعية والمسؤولية، والحوار بين المذاهب، ودور المصادر الدينية في إدارة الأزمات، وتجربة التعايش بين المسلمين والمسيحيين، والتنوع العرقي، واللجوء، وممارسات المقاومة الثقافية في بلاد الشام؛ كلها قضايا من شأنها أن تلقي الضوء على التحديات التي واجهها العالم الإسلامي في عصر الحداثة وما بعد الحداثة. وبالإضافة إلى ذلك كله، فإن عناصر التراث الثقافي مثل الخط، والعمارة، والموسيقى، والأدب، والتصوف ستسهم إسهامًا مهمًا في تعميق الهوية الإسلامية وفي إعادة بناء الرؤية الحضارية.
بناء على ذلك، يسعدنا ويشرّفنا أن ننظّم “المؤتمر الدولي العاشر للدراسات الدينية والإنسان” بعنوان: التراث العلمي والسياسي لبلاد الشام وأثره في تعايش الحضارات. ويهدف هذا المؤتمر إلى تناول التراث العلمي والسياسي لبلاد الشام، وتجربة التعايش بين الحضارات، وإعادة بناء الثقافة الحضرية، وكذلك السياسات الإدارية والاقتصادية والقانونية والدينية في العهد العثماني، ومسارات الحداثة وردود الفعل الاجتماعية لها. كما يسعى إلى إبراز المنظور الخاص الذي يقدّمه الشام نموذجًا حول علاقة العلم بالحضارة، وفهم أصدائه في العالم الإسلامي وما وراءه.
ونؤكد أننا سنتشرف باستضافة جميع العلماء والجامعيين وطلاب العلم الذين سيسهمون في هذا المؤتمر في دمشق قلب بلاد الشام كما نتطلّع إلى حضور جميع المشاركين الذين سيصغون إلى التراث العلمي العريق لدمشق، ونرحب بهم في مؤتمرنا بكل فخر واعتزاز.
التاريخ: ٢٣ـ ٢٤ تشرين الثاني / نوفمبر٢٠٢٥
المكان: دمشق / سورية
آخر موعد لإرسال الملخصات: ٢٥ تشرين الأول / أكتوبر ٢٠٢٥
إعلان الملخصات المقبولة: ١ تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢٥
آخر موعد لتسليم نصوص الأبحاث: ١٠ نيسان / أبريل ٢٠٢٦