نص الدعوة
*الندوة الدولية التاسعة حول الدراسات الدينية والعلوم الإنسانية
أمس واليوم في تاريخ الفكر والعمل الإسلامي
-الصوت الصاعد من غزة
السادة العلماء والتربويين والمشاركين الكرام،
لقد اعتُبر العلم والعمل في تاريخ الإسلام قيمتين متلازمتين لا تنفصلان، وانعكاساً لهذا الفهم فقد ذمّ العمل بلا علم، والعلم بلا عمل. في هذا الصدد، في تراثنا، لطالما ذُكر الفكر والعمل معا، وإسقاط الفكرة التي تتطور في مجال الفكر إلى الحياة العملية يسمى عملاً. وفي حضن حضارتنا ازدهرت على مرّ العصور حركات من الفكر والعمل لا تحصى، وكان من آخر الحلقات في هذه السلسلة وأمجدها نضال المقاومة المباركة في فلسطين المستمر منذ قرن تقريباً. لقد كان هذا الصوت المقدس الصاعد من غزة نفخة الحياة في النفوس الحاملة للبعث، وخميرة الإسلام في قلوب العقول الواعية، وكشف عن آفاق الإيمان والخير والحكمة والنور والجهاد والمثابرة للإسلام، التي كان يظن أنها ستبقى بين السطور، في أبرز صورها تجسيداً.
إن أي تقييم لعمل ما دون الوقوف على جبهته الفكرية، ودون السير بين سطور الأثر الذي هو أساس رد الفعل، ودون معرفة تاريخ وجغرافية المنطقة المعنية، ونفسية واجتماعية الناس، سيكون ناقصاً ومضللاً. من أجل تحديد اتجاه ومستقبل تاريخ المقاومة، من الضروري دراسة ماضيها من أجل تحديد اتجاه ومستقبل تاريخ المقاومة. في الواقع، لا يمكن فهم الحركة بشكل صحيح دون تحليل العناصر المحركة لها. ولذلك، ومن أجل فهم حقيقة المقاومة الفلسطينية التي تحتل مكانة استثنائية في مسار الفكر والعمل الإسلامي، لا بد من معرفة التاريخ والجغرافيا، والرموز الدينية والثقافية، والخصائص العلمية والعملية للشرق الأوسط عامة ولفلسطين خاصة.
وعلى ما ذكر من العناصر السابقة نهدف إلى معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية الفلسطينية في سياق تاريخ الفكر والعمل الإسلامي وتحولاته في العصر الحديث وما بعده، وتحديد الصدى الصاعد للبعث من غزة في العالم الإسلامي وخارجه في سياق المسؤولية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية، ودراسة الدور التاريخي والثقافي والفكري لغزة من منظور متعدد الأبعاد، وفهم وتفسير مكانتها الفريدة في العالم الإسلاميو فنحن في غاية السعادة والحماسة لتنظيم ندوة بعنوان «أمس واليوم في تاريخ الفكر والعمل الإسلامي: الصوت الصاعد من غزة»، التي تهدف إلى دراسة الدور التاريخي والثقافي والفكري لغزة من منظور متعدد الأبعاد، لفهم وتوضيح مكانتها المتميزة في العالم الإسلامي.
.
يشرفنا أن نرحب في قونية، عاصمة السلاجقة بجميع العلماء الذين سيساهمون في الندوة التي سيحضرها خبراء في مجالاتهم، ونتطلع إلى ندوة العلماء الذين سيستمعون إلى الصوت الصاعد من غزة.